كل فالديمقراطية في أحسن نظمها مخالفة للنظم الإسلامية، صحيح أنها تنفق معها في بعض الأسس الهامة، كحق الشعب في اختيار الحاكم، وكالمشورة، وحق الشعب في عزل الحكومة، ولكنها تختلف عنها في أساس مهم يجعل الفرق بينهما واسعا، وذلك الأساس هو أن الإسلام قدم للمسلمين كثيرا من الأحكام التي لا يمكن إهمالها، والتي هي ليست موضع شورى أو نقاش، كنظام الميراث، وكالمحرمات في الزواج وتعدد الطلقات وغيرها، كما وضع الإسلام للمسلمين مقاييس الفضائل والرذائل. في حين أتاحت الديمقراطية لأصحابها أن يضعوا كل الأحكام، وأن يرسموا لأنفسهم تلك المقاييس.
وعلى هذا فالحكومة الإسلامية طابع فريد، يجمع من نظم الحكومات الأخرى أحسن ما فيها، ثم ينفرد بألوان من الفضل هي منحة الله، ومن هذه وتلك تحقق النظم السياسية في الإسلام لاتباعها استقرارا وحياة طيبة حميدة.