والناس يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، فقلت: ما هذا؟
قالوا: معاوية قام الساعة فأخذ بيد أبي سفيان فخرجا من المسجد.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لعن الله التابع والمتبوع، رب يوم لأمتي من معاوية ذي الاستاه (1)، وروى أحمد في مسنده شرب معاوية للخمر أيام حكمه (2).
وروى أحمد بن أبي طاهر في كتاب أخبار الملوك: أن معاوية سمع المؤذن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقالها ثلاثا فقال: أشهد أن محمدا رسول الله، فقال:
لله درك يا ابن عبد الله لقد كنت عالي الهمة، ما رضيت لنفسك إلا أن يقرن اسمك باسم رب العالمين.
لذلك عزم المعتضد العباسي على لعن معاوية على المنابر، وأمر بإنشاء كتاب يقرأ على الناس، وكان من جملته في ذكر أبي سفيان: فحارب مجاهدا، ودافع مكايدا، وأقام منابذا، حتى قهره السيف، وعلا أمر الله وهم كارهون، فتقول الإسلام غير منطو، وأسر الكفر غير مقلع عنه، فعرفه بذلك رسول الله والمسلمون وميز له المؤلفة قلوبهم، فقبله وولده على علم منه، فمما لعنهم الله به على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله) قوله: والشجرة الملعونة في القرآن، ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا، ولا اختلاف بين أحد أنه أراد بها بني أمية. ومنه قول الرسول - وقد رآه على حمار ومعاوية يقوده ويزيد يسوقه - لعن الله الراكب والقائد والسائق.
وقال أبو سفيان في بيعة عثمان: تلقفوها يا بني عبد مناف تلقف الكرة، فما هناك جنة ولا نار (3) وفي لفظ المسعودي: يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم، ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة (4). وقد