منهم مثل ابن أبي ربيعة. كما شخص أبو بكر وعمر مبكرا قدرة أم المؤمنين عائشة، فاعتمدا عليها وجعلا منها أحد أصحاب الفتوى في المدينة، وجعلها عمر واحدة من ثلاث نساء يملكن أعلى راتب سنوي يفوق ما يتقاضاه الخليفة وكل مسلم ومسلمة (1). وقدرة عائشة الشخصية قد برزت واضحة في زمن وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) وخلافة أبي بكر، وخلافة عمر، وفي ثورتها على عثمان، وفتواها بقتله، وفي أحداث معركة الجمل للمطالبة بدم عثمان.. وفي ذكرها الحديث المناسب لكل زمان ومكان. وكتب قيس بن سعد بن عبادة في فسقة العرب الذين عملوا مع معاوية وأحاطوا به مثل عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وكعب الأحبار وأبي هريرة وعتبة بن أبي سفيان وسعيد بن العاص ومروان وابن أبي سرح قائلا:
ولديك قوم ضالون مضلون، طواغيت من طواغيت إبليس (2).
وشارك بعض أفراد هذه المجموعة في إجهاض ابنتي النبي (صلى الله عليه وآله) زينب وفاطمة (عليه السلام) (3). ولقد كان عمر أحد دهاة العرب وسياسته وأعماله في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) وفي زمن خلافة أبي بكر وخلافته تبين ذلك. وقد قال: احترسوا من الناس بسوء الظن (4).
وقال عمر يصف نفسه: إنه ليس بالخب (المخادع) ولكن الخب لا يخدعه (5).
وهذا اعتراف منه بدهائه.
ومما يؤيد دهاء عمر بن الخطاب: قول المغيرة بن شعبة لعمرو بن العاص: أأنت كنت تفعل أو توهم عمر شيئا فيلقنه عنك؟ والله ما رأيت عمر