وأقل ما يقال عن كعب: إن أبا هريرة كان صنيعة من صنائعه؟! وأنه واحد من الذين أسسوا الأرضية لخلافة معاوية، فتكون عين كعب الأحبار اليمنى متوجهة لقبض سلطة المسلمين، وعينه اليسرى متوجهة صوب تحريف تراثهم ودينهم؟! وقلبه مشغول بسبل السيطرة على فلسطين!
ففي زمن الفتنة في أيام عثمان نادى كعب بالخلافة لمعاوية بعد عثمان. إذ روى وكيع عن الأعمش عن أبي صالح، أن الحادي كان يحدو بعثمان قائلا:
إن الأمير بعده علي * وفي الزبير خلق رضي فقال كعب: بل هو صاحب البغلة الشهباء (يعني معاوية).
فبلغ ذلك معاوية فأتاه فقال: يا أبا إسحاق ما تقول هذا وها هنا علي والزبير وأصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) قال: أنت صاحبها، ولعله أردف ذلك إني وجدت ذلك في الكتاب الأول (1).
وعن اهتمام عمر بالدهاة من الرجال والنساء ذكر يوسف بن الماجشون: إذا أعياه الأمر المعضل دعا الأحداث فاستشارهم، لحدة عقولهم.
ومن الذين عملوا مع عمر وأبي بكر كان تميم الداري داهية النصارى، المتظاهر بالإسلام. وهكذا أصبح الحكم الإسلامي مرصودا من ممثل النصارى تميم وممثل اليهود كعب ومن ممثلي قريش والأعراب المتظاهرين بالإسلام وهم معاوية وابن العاص وابن أبي ربيعة والمغيرة وأبو سفيان وعتبة وابن أبي سرح؟!
لقد اهتم تميم الداري وكعب بتحريف التراث والدين الإسلامي، فشرعا في وضع كل ما كان لازما وضروريا في هدمه وتحطيمه، للاستفادة من الفرصة السانحة. وقد حصل هؤلاء الدهاة على نفس مناصبهم في زمن معاوية إلا من مات