آخرا، ويكون ظاهرا قبل أن يكون باطنا... كل ظاهر غيره باطن، وكل باطن غيره غير ظاهر. (1) 4833. عنه (عليه السلام): لا يجنه (2) البطون عن الظهور، ولا يقطعه الظهور عن البطون، قرب فنأى، وعلا فدنا، وظهر فبطن، وبطن فعلن. (3) 4834. الإمام الرضا (عليه السلام): وأما الظاهر فليس من أجل أنه علا الأشياء بركوب فوقها وقعود عليها وتسنم لذراها، ولكن ذلك لقهره ولغلبته الأشياء وقدرته عليها، كقول الرجل: ظهرت على أعدائي وأظهرني الله على خصمي، يخبر عن الفلج والغلبة، فهكذا ظهور الله على الأشياء.
ووجه آخر أنه الظاهر لمن أراده، ولا يخفى عليه شئ، وأنه مدبر لكل ما برأ، فأي ظاهر أظهر وأوضح من الله تبارك وتعالى؟ لأنك لا تعدم صنعته حيثما توجهت، وفيك من آثاره ما يغنيك، والظاهر منا البارز بنفسه والمعلوم بحده، فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى.
وأما الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء؛ بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علما وحفظا وتدبيرا، كقول القائل:
أبطنته، يعني خبرته وعلمت مكتوم سره، والباطن منا الغائب في الشئ المستتر، وقد جمعنا الاسم واختلف المعنى. (4)