قالا: أنبئنا بالذي كان على عهد نبينا موسى (عليه السلام).
قال علي (عليه السلام): أقبل أربعة أملاك: ملك من المشرق، وملك من المغرب، وملك من السماء، وملك من الأرض، فقال صاحب المشرق لصاحب المغرب: من أين أقبلت؟ قال أقبلت من عند ربي، وقال:
صاحب المغرب لصاحب المشرق: من أين أقبلت؟ قال: أقبلت من عند ربي، وقال النازل من السماء للخارج من الأرض: من أين أقبلت؟ قال:
أقبلت من عند ربي، وقال الخارج من الأرض للنازل من السماء: من أين أقبلت؟ قال: أقبلت من عند ربي، فهذا ما كان على عهد نبيكما موسى (عليه السلام)، وأما ما كان على عهد نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) فذلك قوله في محكم كتابه: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا) الآية. (1) 4769. الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم) فقال: هو واحد وأحدي الذات، بائن من خلقه، وبذاك وصف نفسه، وهو بكل شئ محيط بالإشراف والإحاطة والقدرة (لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر) بالإحاطة والعلم لا بالذات؛ لأن الأماكن محدودة، تحويها حدود أربعة، فإذا كان بالذات لزمها الحواية (2). (3)