لا مزيد عليه، حتى بدا الحق جليا واضحا لا مرية فيه، ولا شبهة تعتريه. فإن أقل ما ينتفع به قارئها أنها تزيده إيمانا في دينه، ورسوخا في معتقده، ناهيك عما فيها من علم جليل نافع، ومعرفة كثيرة بما يصح في الدين وبما لا يصح.
* * * ونصيحتي لإخواني الكرام من أهل السنة ألا يأخذوا كل ما كتبه كتابهم في نقض عقائد الشيعة أخذ المسلمات، وليحتملوا فيه الخطأ كما يحتملون فيه الصواب، وعليهم أن يقرأوا بالمقابل ما كتبه علماء الشيعة في هذا الشأن، ليحصل لهم اليقين بصحة ما هم عليه أو بفساده، ولئلا يكونوا جائرين في حكمهم، ظالمين لغيرهم، ومقصرين في حق أنفسهم، إذا سمعوا قول أحد الخصمين المتنازعين، ولم يسمعوا قول الآخر، فحكموا بصحة القول الذي سمعوه دون غيره.
وليعلموا - وفقهم الله لطاعته - أن علماء الشيعة حملة حق ودعاة إلى الصدق، يدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجادلون غيرهم بالتي هي أحسن، رغبة في ثواب الله، وطمعا في جزيل إحسانه. وأن قضيتهم ليست هي تكفير أهل السنة، أو تكفير أحد من المسلمين، ولو شاؤوا إبداء عورات أهل السنة وكشف فضائحهم من كتبهم لفعلوا وهم قادرون، ولكنهم رأوا أن السبيل الأقوم هو أن يدعوا كافة طوائف المسلمين إلى الوحدة، وأن يناشدوهم بالأخوة والمحبة والألفة، ليكونوا معهم كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا، وكالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر.
* * * وفي الختام أسأل الله أن يجمع شمل المسلمين، ويوحد صفوفهم،