سواء بسواء.
وأقول:
إن القول بأن الله تعالى لا يحجب عن الأئمة عليهم السلام خبر السماء لا يستلزم أن يكونوا أنبياء، إذ يحتمل أنه تعالى يلهمهم أخبار السماء وما يحتاج إليه الناس ، أو يحدثهم الملك، أو أنهم تلقوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله.
ثم إنا بينا أن الأئمة عليهم السلام ليسوا بأنبياء مرسلين، بل إن القول بنبوة واحد منهم كفر بلا إشكال، وإنما هم علماء صادقون محدثون ملهمون، وبهذا نطقت الأخبار الثابتة، كصحيحة محمد بن إسماعيل، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الأئمة علماء صادقون مفهمون محدثون (1).
أما أنهم عليهم السلام كالأنبياء المرسلين فهذا لا نمنعه، إذا كان المراد بذلك أنهم كالأنبياء في أنهم حجج الله على خلقه، وأن طاعتهم واجبة على العباد، وأنهم معصومون، ويعلمون كل ما يحتاج إليه الناس في دينهم ودنياهم.
وأما إذا أراد بذلك أن الشيعة يعتقدون أن الأئمة عليهم السلام كالأنبياء في أنهم يوحى إليهم قرآن أو كتب، أو في نزول الوحي عليهم، فهذا محض افتراء على الشيعة، والحديث الذي ساقه لا يدل عليه بأي دلالة، وهو جلي واضح.
* * * قال الجزائري: واعتقاد نبي يوحي الله إليه بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله ردة في