وقال السيوطي: وأخرجه ابن أشته في المصاحف من وجه آخر عن ابن سيرين ، وفيه أنه - يعني عليا عليه السلام - كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ، وأن ابن سيرين قال: تطلبت ذلك الكتاب، وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه (1).
* * * وقول الجزائري: والقصد منه عند واضعه هو تكفير المسلمين من غير آل البيت وشيعتهم.
يرده أن القول بأن أهل البيت عليهم السلام جمعوا القرآن كله ظاهره وباطنه - أي علموا تفسيره وفهموا معانيه وأحكامه كما أرادها الله سبحانه، وأن غيرهم ليس كذلك - لا يلزم منه تكفير أحد من أهل القبلة، بل إن ذلك من تمام نعم الله على هذه الأمة أن جعل فيهم أئمة يهدون إلى الحق وبه يعدلون.
بل حتى لو قلنا: إن المراد بجمع القرآن هنا هو جمع ألفاظه كما ظن الجزائري، فإن ذلك لا يستلزم تكفير أحد من المسلمين الذين تلقوا القرآن من غيرهم ناقصا قد سقطت بعض آياته أو كلماته، لأنه يحتمل أن يكون الناقص مما لا يجب الاعتقاد به، ولا يضر جهله بجاهله، إذ ليس كل ما في القرآن يجب على كافة المسلمين أن يعرفوه ويعتقدوا به، وإلا كان واجبا على كل مسلم أن يكون جامعا لعلوم القرآن وأحكامه، وعارفا بمعانيه، ومعتقدا بمضامينه، وهذا لا يقول به أحد.
* * * ثم إن الجزائري قد ذكر ما يستلزمه اعتقاد أن أهل البيت عليهم السلام هم