ما خصه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير ما ذكر فلم يقع في جواب علي عليه السلام وإن قصده السائل.
ومنه يتضح أن الأحاديث المذكورة في الكافي في باب ما عند الأئمة عليهم السلام من آيات الأنبياء عليهم السلام لا تتنافى مع ما أخرجه البخاري ومسلم من أحاديث الصحيفة، لأن تلك الأخبار تدل على أن النبي صلى الله عليه وآله قد اختص أهل بيته ببعض آيات الأنبياء، كقميص آدم وعصا موسى وخاتم سليمان، وأحاديث الصحيفة تنفي أن يكون النبي صلى الله عليه وآله قد اختص عليا وأهل بيته عليهم السلام بكتاب غير القرآن إلا تلك الصحيفة، وهذا لا ينفي اختصاصه صلى الله عليه وآله لأهل بيته بغير ذلك من المقتنيات والعلوم.
على أنا لو لم نقل إن النبي صلى الله عليه وآله ورث أهل بيته بعض آيات الأنبياء التي كانت عنده فلا نجد محذورا في القول بحيازتهم لها بعد ذلك، إذ لعلها كانت في أيديهم عندما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، فبقيت كذلك، كما قالوا في حيازة أبي بكر لخاتم النبي صلى الله عليه وآله، وحيازة عائشة لبعض ثيابه، وحيزة غيرهما لغيرها.
فقد أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر (رض)، قال: اتخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتما من ورق (1)، وكان في يده، ثم كان بعد في يد أبي بكر، ثم كان بعد في يد عمر، ثم كان في يد عثمان، حتى وقع بعد في بئر أريس ، نقشه: محمد رسول الله (2).
وأخرج البخاري أيضا بسنده عن أبي بردة، قال: أخرجت إلينا