الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت.
وفي رواية أخرى قال: ما أعرف شيئا مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قيل: الصلاة؟ قال: أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها؟! (1) وكيف نجد هذه السنة النبوية الصحيحة خالية من الكذب مع أن أبا حنيفة - كما قيل - لم يصح عنده إلا سبعة عشر حديثا أو نحوها، ولم يصح عند الإمام مالك بن أنس إلا ما في الموطأ فقط، وغايتها ثلاثمائة حديث أو نحوها (2).
هذا مضافا إلى أن أهل السنة قد تفرقوا إلى مذاهب كثيرة، واختلفوا في أكثر المسائل إلى أقوال عديدة، فأين كانت هذه السنة الصحيحة الخالية زمن الكذب التي يلزمهم الرجوع إليها لرفع ذلك الخلاف الحاصل بينهم؟!
ثم إنك لا تجد إماما من أئمتهم إلا وله فتاوى غريبة وأقوال عجيبة مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وما أحسن قول الزمخشري:
إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به * وأكتمه كتمانه لي أسلم فإن حنفيا قلت قالوا بأنني * أبيح الطلا وهو الشراب المحرم وإن مالكيا قلت قالوا بأنني * أبيح لهم أكل الكلاب وهم هم وإن شافعيا قلت قالوا بأنني * أبيح نكاح البنت والبنت تحرم وإن حنبليا قلت قالوا بأنني * ثقيل حلولي بغيض مجسم