الإمامية، فأظهر هذا التكفير في صورة نصيحة منمقة، وتظاهر بأنه مشفق على الشيعة حريص على هدايتهم، إلا أن فلتات لسانه قد فضحته، فبدا لكل ذي عينين بادي العورة، منكشف السريرة، قد باء بالخيبة والخذلان، ورجع بالحسرة والخسران.
ومن الغريب أنه في الوقت الذي يكفر فيه الشيعة ويخرجهم من دائرة المسلمين، يذكر أن الذي حداه لهذه النصيحة هو الإخاء الإسلامي وواجب النصيحة للمسلمين، فما أبعد ما بين حكمه على الشيعة بأنهم كفار، وبين اعتبارهم إخوة مسلمين تجب عليه نصيحتهم.
وعلى كل حال، فإن الشيعة لا يردون النصيحة الصادقة، ولا يأبون سماع وأخذ الحقيقة، ولا يرفضون الأخوة الإسلامية، ولكن يردون الاتهامات الباطلة، والافتراءات الكاذبة، ويمقتون إلباس الحق بالباطل والصدق بالكذب، وتسمية الفرية حقيقة، والغش نصيحة، والباطل هداية ز.
هذا تمام ما تيسر لي كتابته في الرد على ما كتبه أبو بكر الجزائري في كتيبه الذي أسماه هذه نصيحتي إلى كل شيعي، ولولا خشية الإطالة لأشبعت الجواب عن كل مسألة ذكرها بأكثر مما صنعت، إلا أن فيما ذكرته من الردود غنى وكفاية لكل طالب للحق راغب فيه.
هذه نصيحتي