الفرية التي هو منها والله لبراء.
والجواب:
أن الكليني قدس سره روى هذا الحديث في كتابه الكافي بظن أنه معتبر، وغيره من علماء الشيعة لم يوافقوه في ذلك، فالكليني اجتهد في الحديث فأخطأ في الحكم عليه بالاعتبار، وهذا من الأمور المغتفرة للعالم المجتهد كما هو معلوم.
والحديث مع قولنا بضعفه إلا أنا لا نجزم بأنه مكذوب على الإمام الكاظم عليه السلام، وقد اتضح ذلك مما تقدم. على أنه لو ثبت أن هذا الحديث مكذوب على الإمام الكاظم عليه السلام فمن الجور أن ينسب الشيعة كلهم إلى الكذب في الوقت الذي نرى فيه علماء الشيعة لا يصححون هذا الحديث ولا يعتقدون بمضمونه.
وكيف كان فلو جاز ذلك لحق لنا نسبة كل الطوائف إلى الكذب، لأنه ما من طائفة إلا وفي كتبها المعتمدة كثير من الأحاديث المكذوبة كما لا يخفى على من تتبع كتب الأحاديث.
وقوله: وبهته بهذه الفرية التي هو منها والله براء فيه أن البهتان هو الكذب على المرء بما ليس فيه مما يشينه ويضعه كما دلت عليه الأحاديث المفرقة بين الغيبة والبهتان، فإن الغيبة هي أن تتكلم في الرجل بما فيه، والبهتان هو أن تتكلم فيه بما ليس فيه (1).