عن التهمة بكل وجه قدر عليه.
ومن البين أن علماء الشيعة الأبرار - رحم الله الماضين منهم، وحفظ الباقين - هم الصلحاء الأتقياء الزهاد العباد، الذين لم يسيروا كغيرهم في ركاب سلاطين الجور، ولم يأكلوا من فتات موائدهم، ولم يحللوا لهم الحرام، ويحرموا لهم الحلال، ولم يصححوا أخطاءهم، ويبرروا قبائحهم، ولو أرادوا ذلك لعرفوا الطريق إليه، وسعوا في الحرص عليه (1).
وهم مع ذلك لم يغرروا بأحد من الشيعة ولا من غيرهم، وحسبك أنهم أوجبوا على كل مكلف أن يأخذ أصول دينه ومعتقداته الحقة بالدليل القطعي لا بالاتباع والتقليد، وأكدوا على ذلك في كتبهم الكلامية، وهذه طريقة لا يتبعها من يريد أن يغرر بالعوام من الناس، ويسعى لإضلالهم عن سبيل الله، وإبعادهم عن دين الله.
وأما قوله: إن علماء الشيعة قد اقتطعوا الشيعة من جسم أمة الإسلام، وأبعدوهم عن طريق آل البيت باسم نصرة آل البيت فيرده أن متابعة الشيعة لأئمة أهل البيت عليهم السلام مما لا يرتاب فيه منصف عاقل، ولا