العقل وقوة الحافظة، ولهذا كان عليه السلام يقول: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت، وأين نزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا (1).
وبالجملة فمن كل ما تقدم يتضح أنه لا محذور في أن يخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام بما شاء من العلوم، ولا استبعاد في أن يكتب علي عليه السلام شيئا مما كان قد سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صحيفة أسماها أو سميت بعد ذلك الصحيفة الجامعة، ولا سيما أن غيره من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يكتبون بعض مسموعاتهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم كعبد الله بن عمرو بن العاص، كما في حديث البخاري الذي رواه عن أبي هريرة إذ قال: ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب (2).
هذا مع نص بعض أعلام أهل السنة على أن عليا عليه السلام كان ممن يكتب حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال ابن الصلاح: اختلف الصدر الأول رضي الله عنهم في كتابة الحديث، فمنهم من كره كتابة الحديث والعلم وأمروا بحفظه، ومنهم من أجاز ذلك...
إلى أن قال: وممن روينا عنه إباحة ذلك أو فعله علي وابنه الحسن وأنس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص في جمع آخرين من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين (3).
وقال السيوطي: وأباحها - أي كتابة الحديث - طائفة وفعلوها، منهم