يناجيه، فلما دخل قلت: يا رسول الله، من هذا الذي رأيتك تناجيه؟ قال:
وهل رأيته؟ قلت: نعم. قال: فبمن شبهته؟ قلت: بدحية الكلبي. قال: لقد رأيت خيرا كثيرا، ذاك جبريل... (1).
وأخرج أحمد عن عائشة أنها قالت: رأيتك يا رسول الله وأنت قائم تكلم دحية الكلبي. فقال: وقد رأيته؟ قالت: نعم. قال: فإنه جبريل، وهو يقرئك السلام. قالت: وعليه السلام ورحمة الله، جزاه الله من زائر ودخيل، فنعم الصاحب ونعم الدخيل (2).
ومنهم: عبد الله بن العباس فيما أخرجه أحمد عن ابن عباس، قال: كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده رجل يناجيه، فكان كالمعرض عن أبي، فخرجنا من عنده، فقال لي أبي: أي بني، ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني؟ فقلت: يا أبت، إنه كان عنده رجل يناجيه. قال:
فرجعنا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال أبي: يا رسول الله، قلت لعبد الله كذا وكذا، فأخبرني أنه كان عندك رجل يناجيك، فهل كان عندك أحد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وهل رأيته يا عبد الله؟ قال : قلت: نعم. قال: فإن ذاك جبريل، وهو الذي شغلني عنك (3).
ومنهم: محمد بن مسلمة فيما أخرجه الذهبي عنه، قال: مررت فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الصفا واضعا يده على يد رجل، فذهبت. فقال:
ما منعك أن تسلم؟ قلت: يا رسول الله، فعلت بهذا الرجل شيئا ما فعلته بأحد ، فكرهت أن أقطع عليك حديثك، من كان يا رسول الله؟ قال: جبريل، وقال لي: هذا محمد بن مسلمة لم يسلم، أما إنه لو سلم رددنا