والخطاب الممتدين في صفحات القرآن الكريم. وهما جديران بدراسة مستقلة تكشف عن قواعدهما العلمية وتميز بين حقولهما التربوية: دراسة تبين لنا متى يتكلم الله عز وجل عن نفسه بضمير الغائب ولماذا؟ ومتى يتكلم عن نفسه بضمير المتكلم، ولماذا؟ ومتى يكلمنا بضمير الغائب أو المخاطب، ولماذا؟
ومتى يطلب منا أن نكلمه بضمير الغائب أو المخاطب، ولماذا؟. وكذلك الأمر في ضمير المفرد والجماعة.
لا شك أن القرآن الكريم يعتمد في كل ذلك أصولا علمية ثابتة لا تفاوت فيها ولا اختلاف ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا كما لا شك في أن تشريعات الإسلام وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلوك الأئمة (ع) تطبيق أمين لهذه الأصول، ولذلك فهي ذات فائدة كبيرة في استكشافها وتحديدها. وقد رأيت كيف تمييز الصلاة بين تربية الإنسان على تقديس الله وتربيته على الطلب من الله عز وجل، كما رأيت سابقا في تمييزها بين ضمير المفرد والجماعة.
وآخر ما يلفت في تلاوات الصلاة: أنها تلاوات تشبع أوضاع الصلاة وتناسبها:
إن كثيرا من المواقف تفتقر إلى التعبير الملائم افتقار الملح إلى الطعام، وافتقار) الوردة إلى اللون، وافتقار الأشجار إلى الطيور.. فإن هي لم تفعم بهذا التعبير ظلت يتيمة ولهي.
وكذلك مواقف الصلاة: الوقوف باعتدال بين يدي الله، والركوع، والسجود، والجلوس بين يدي الله عز وجل تفتقر إلى تعبير ملائم.
وتجئ التلاوات فتملأ هذا الفراغ وتسد هذا الافتقار بجدارة وما ذلك إلا لغني التلاوات بالأفكار والمشاعر وملاءمتها المطلقة لهذه الموقف. حتى لتجد تلاوة الركوع ركوعا بذاتها، كما تجد الركوع بذاته موحيا بتعظيم الله عز وجل والتسبيح بحمده! وكذلك الأمر في كل واحد من هذه التلاوات البديعة الفريدة ابتداءا بتكبير الله. وختاما بالأمن والسلام من لدنه عز وجل.