المجتمع الإسلامي له أبعد الأثر في قيامهم وبمسؤولياتهم الإسلامية تجاه الرسالة والأمة، حيث يسهل لهم التشاور المستمر وتبادل وجهات النظر وبلورة الآراء والتعاون الأخوي المثمر في أداء المسؤوليات المشتركة.
بل ويؤدي التجمع للصلاة دورا أبعد عن ذلك في العمل للرسالة وللأمة وهو دور التقاء الجهاز الحاكم بجماهير الأمة وقيام الجماهير، بالرقابة على الحكم والمشاركة في مسيرته. ويتجلى هذا الدور في التجمع الأسبوعي لأداء صلاة الجمعة.
إن الصورة الإسلامية لصلاة الجمعة: إنها مؤتمر أسبوعي تقيمه الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها من أجل مضاعفة وعيها للإسلام ومشاركتها ومراقبتها المباشرة على مسيرة الحكومة في العمل لأهداف الإسلام في أمته وفي العالم. ويرأس هذا التجمع في العاصمة الحاكم المسلم العادل وفي المدن الأخرى والأرياف المسؤولون القائمون بالحكم.
من هذه الصورة المقتضبة لصلاة الجمعة نرى أن التجمع الإسلامي الأسبوعي لأدائها له أكبر الأثر في الحيلولة دون عزلة الحكومة عن الشعب، كما له أكبر الأثر في رقابة الشعب على سياستها ومنعها من الانحراف عن الإسلام، وبالتالي في قيام الحكومة بتوعية الأمة وتحميلها مسؤولياتها الإسلامية وفي امتلاك الحكم فورانا شعيبا إذ يحس المجموع أن دور الحكومة هو تطبيق أحكام الإسلام في رعاية الشؤون العامة ودعوة العالم إلى نوره وسعادته وأنهم جميعا مشاركون في هذه المسيرة المظفرة.
وإذ نستكمل أهم الآثار الاجتماعية التي يحققها تشريع التجمع للصلاة الإسلامية يحسن بنا أن نلقي نظرة على مدى تطبيق هذا التشريع واستثمار هذه النتائج في حياة أمتنا الحاضرة:
إن نظرة في المجال التطبيقي لهذا التشريع وغيره من تشريعات إسلامنا الخالد كفيلة بأن تملأ قلوبنا ألما ومسؤولية.