قد رأت ربها في الدنيا فكيف يكون يا ذوي الحجا من ينفي أن النبي (ص) محمدا قد رأى ربه دون سائر الخلق مثبتا أن الأبصار قد رأت ربها، فتفهموا يا ذوي الحجا هذه النكتة تعلموا أن ابن عباس رضي الله عنهما وأبا ذر وأنس بن مالك ومن وافقهم لم يعظموا الفرية على الله، لا ولا خالفوا حرفا من كتاب الله في هذه المسألة!
فأما ذكرها (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب) فلم يقل أبو ذر وابن عباس رضي الله عنهما وأنس بن مالك ولا واحد منهم ولا أحد ممن يثبت رؤية النبي (ص) خالقه عز وجل أن الله كلمه في ذلك الوقت الذي كان يرى ربه فيه، فيلزم أن يقال قد خالفت هذه الآية!
ومن قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه لم يخالف قوله تعالى: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب، وإنما يكون مخالفا لهذه الآية من يقول رأى النبي (ص) فكلمه الله في ذلك الوقت.
ابن عمر مع جلالته وعلمه وورعه وفقهه وموضعه من الإسلام والعلم يلتمس علم هذه المسألة من ترجمان القرآن ابن عم النبي (ص) يرسل إليه يسأله هل رأى النبي (ص) ربه؟ عدا منه بمعرفة ابن عباس بهذه المسألة يقتبس هذا منه، فقد ثبت عن ابن عباس إثباته أن النبي (ص) قد رأى ربه، وبيقين يعلم كل عالم أن هذا من الجنس الذي لا يدرك بالعقول والآراء والجنان والظنون، ولا يدرك مثل هذا العلم إلا من طريق النبوة إما بكتاب أو بقول نبي مصطفى، ولا أظن أحدا من أهل العلم يتوهم أن ابن عباس قال: رأى النبي (ص) ربه برأي وظن، لا ولا أبو ذر ولا أنس بن مالك.