هذا التاريخ من أين يأتي بسعة صدر يتحمل بها المعارضة وينصفها؟!
إنا لا ننتظر من دول اضطهدتنا وطاردتنا وشردتنا وقتلتنا، أن تمدحنا وتمدح عقائدنا، بل نتوقع منها أن ترمينا بكل تهمة وسبة، وأن تبتكر من التهم والشتائم ما لا يخطر على بال المتخصصين في هذه المهنة!
لكن يحق لنا أن ننتظر من علماء إخواننا المنصفين بعد قرون وقرون، أن لا يرثوا ظلم أهل بيت نبيهم وشيعتهم، وأن يقرأوا عقائدهم وفقههم وفكرهم من مصادر مذهبهم، لامن مصادر الذين اضطهدوهم أو أبغضوهم، ولا من مصادر الذين سمعوا ناسا يسبون الشيعة فقالوا نحن مع الناس، وأخذوا يسبونهم!
كتب الفرق والملل تفتري على الشيعة وتتستر على المجسمة إذا أردت أن تصف كتب الملل والنحل المعروفة مثل كتاب مقالات الإسلاميين للأشعري، وكتاب الملل والنحل للشهرستاني، وكتاب الفصل في الملل لابن حزم، والفرق بين الفرق للنوبختي.. وصفا علميا حديثا فيمكنك أن تقول: إنها تقارير صحفية مسيسة وغير موثقة، تشبه تقرير صحفي غربي عن مجموعة الفئات والجمعيات والاتجاهات الموجودة في بلد عربي، يكتبه من مسموعاته وبعض مشاهداته، والكثير من خلفياته وأهدافه!
ولا يتسع موضوعنا لأكثر من عرض نماذج من هذه الكتب، لعل ذلك يفتح باب الدراسة النقدية الجادة لها.
ومن أول الأمور التي تحتاج إلى دراسة نسبة هذه الكتب إلى أصحابها، فقد وجدت أن عددا من القرائن مثلا توجب الشك في نسبة كتاب (مقالات الإسلاميين) إلى أبي الحسن الأشعري.. إلخ.