لأنه وجود أعلى من الأشياء المادية فلا تناله الأبصار، بل ولا تدركه الأوهام وإنما يدرك بالعقل ويرى بالبصيرة.. ورؤيتها أرقى وأعمق من رؤية البصر.
ثم ظهرت أفكار الرؤية والتشبيه وشاعت في المسلمين في عهد الخليفة عمر وما بعده، فنهض أهل البيت وبعض الصحابة لردها وتكذيبها. وقد فوجئت أم المؤمنين عائشة كغيرها بهذه المقولات الغريبة عن عقائد الإسلام، المناقضة لما بلغه النبي صلى الله عليه وآله عن ربه تعالى! فأعلنت أن هذه الأحاديث مكذوبة على رسول الله، بل هي فرية عظيمة على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وآله، ومن واجب المسلمين ردها وتكذيبها.
(روى البخاري في صحيحه: 6 / 50:
(عن مسروق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أمتاه هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ فقالت: لقد قف شعري مما قلت! أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب: من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب، ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت: وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، ومن حدثك أنه كتم فقد كذب ثم قرأت: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك الآية، ولكنه رأى جبرئيل عليه السلام في صورته مرتين).
(وروى البخاري: 8 / 166:
(عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب، وهو يقول: لا تدركه