المجسمة (أبناء) المذهب الظاهري من الواضح أن الأساس التنظيري الذي قام عليه مذهب المجسمة القدماء والجدد، هو مقولة: ضرورة حمل الألفاظ على ظاهرها، فهذه هي كل الأساس التنظيري لمذهبهم، والظاهر أنهم أخذوها في فترة متأخرة من المذهب الظاهري الذي أسسه داود الإصفهاني، وروج له في المغرب وبقيت آثاره في مؤلفات ابن حزم الأندلسي.
وبما أن وجود التجسيم كأفكار ومذهب كان قبل المذهب الظاهري، فيكون الأساس العلمي الذي تبنوه لمذهبهم مولودا بعد المذهب!
وبالتعبير العلمي (أساسا التقاطيا) شبيها بالمذهب الشيوعي الذي ولد أولا وتعصب له أتباعه، وبعد مدة تبنوا التنظير له بالمادية التاريخية (الديالكتيك) فالتقطوها وجعلوها (أساسا علميا) للشيوعية!
(قال السمعاني في الأنساب: 4 / 99 عن المذهب الظاهري: (هذه النسبة إلى أصحاب الظاهر، وهم جماعة ينتحلون مذهب داود بن علي الإصبهاني صاحب الظاهر، فإنهم يجرون النصوص على ظاهرها، وفيهم كثرة، منهم أبو الحسين محمد بن الحسين البصري الظاهري، كان على مذهب داود).
ولكن المجسمة (أبناء) المذهب الظاهري خرجوا على آبائهم الظاهريين ولم يراعوا أصلهم ولا قاعدتهم.. فإن داودا الظاهري وابن حزم يأخذان بالظاهر إلى حدود ثم يتأولان عندما يمنع مانع من الحمل على الظاهر، فهما عالمان متأولان، وهما بفتوى المجسمة ضالان ملحدان، لأنهما غير ظاهريين!!