وإذا كان الأمر بهذه السهولة فليتفضل عالم بصير ويغرس في قلب ابن تيمية وابن عبد الوهاب وابن باز والألباني وأتباعهم التنزيه والتقديس، ويعرفهم أن ظاهر النزول باطل!
وأخيرا، كيف تعقل هذا المفسر المثقف أن الله تعالى يريد حث المسلمين على القيام والتهجد في الليل، فاستعمل لذلك أسلوبا عجيبا فقال لعباده: إني أنزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فقوموا في الليل، فأوقعهم في الوهم في عقيدتهم به، ليحثهم على عبادته!!
لكن حقيقة المسألة عند رشيد رضا وأمثاله هي الدفاع عن شخصية الخليفة عمر الذي قال بالرؤية والنزول. ولكن ماذا نصنع إذا كان الدفاع غير ممكن عن هذه الفكرة غير المعقولة التي أخذها الخليفة من ثقافة كعب الأحبار!
المذهب الثاني: مذهب التفويض وتحريم التأويل قلنا إن الصحابة ومن عاصرهم تعاملوا مع ألفاظ القرآن الكريم والحديث الشريف بحسب قواعد اللغة العربية، فكانوا يحملون ألفاظها على معانيها المجازية عندما توجد قرينة عقلية أو لفظية توجب ذلك، كما كانوا يرجعون إلى النبي صلى الله عليه وآله فيبين لهم معنى الآية والحديث الذي لا يعرفونه.
وأنت عندما تلاحظ أسئلتهم للنبي صلى الله عليه وآله عن معاني ألفاظه وكلامه وكذا أسئلتهم لمن هو أفهم منهم من الصحابة وهي أسئلة كثيرة جدا يظهر لك أن بعضها كان استيضاحا طبيعيا للمفهوم أو الحكم الشرعي، وبعضها كان بسبب ميل السائل إلى تفسير كلام النبي بمعنى معين، وبعضها كان بسبب انخفاض مستواهم الذهني أو جهلهم باللغة.. إلخ.