هذا، ومن العجيب من باحث وهابي أن يشنع على هشام بن الحكم بسبب قوله إن الله تعالى جسم لا كالأجسام، في حين أن ذلك هو مذهب الوهابية، فقد رفض ابن باز وابن تيمية نفي صفة الجسم عن الله تعالى، كما تقدم! فالأولى بالوهابيين أن يدعوا أن هشاما بن الحكم منهم بسبب مقولته هذه!! على أنك سترى من مناظراته براءة أفكاره عن القول بالجهة والتجسيم.
مناظرته مع مجوسي يؤمن بإله النور وإله الظلمة (قال ابن قتيبة في عيون الأخبار: 2 / 153:
(دخل الموبذ على هشام بن الحكم. فقال له: يا هشام، حول الدنيا شئ؟ قال: لا. قال: فإن أخرجت يدي فثم شئ يردها؟ قال هشام: ليس ثم شئ يردك، ولا شئ تخرج يدك فيه. قال: فكيف أعرف هذا؟
قال له: يا موبذ، أنا وأنت على طرف الدنيا، فقلت لك يا موبذ: إني لا أرى شيئا، فقلت لي: ولم لا ترى، فقلت لك: ليس هاهنا ظلام يمنعني، قلت لي أنت: يا هشام إني لا أرى شيئا، فقلت لك: ولم لا ترى؟ قلت: ليس ضياء أنظر به، فهل تكافأت الملتان في التناقض؟ قال: نعم.
قال: فإذا تكافأتا في التناقض لم تتكافأ في الإبطال أن ليس شئ؟
فأشار الموبذ بيده أن أصبت!
ودخل عليه يوما آخر، فقال: هما في القوة سواء؟ قال: نعم. قال: فجوهرهما واحد؟
قال الموبذ لنفسه ومن حضر يسمع: إن قلت إن جوهرهما واحد، عادا في نعت واحد، وإن قلت مختلف، اختلفا أيضا في الهمم والإرادات ولم يتفقا في الخلق، فإن أراد هذا قصيرا أراد هذا طويلا!!