طوائف متعادية لما لم يجدوا لهذا التقسيم سببا معقولا لجؤوا إلى افتعال أسباب الفرقة، فاتسع لهم ميدان الكذب حين ضاق أمامهم ميدان الصدق). انتهى.
وقد فكرت في هذه التهمة للشيعة التي نشرها خصومهم في كل البلاد الإسلامية، فلم أجد لها سببا إلا أنهم رأوا تكبير الشيعة بعد صلاتهم ففسروه على هواهم.. فالشيعة يعتقدون أن أفضل التعقيب والذكر بعد الصلاة أن يكبر المسلم ربه ثلاثا، ثم يسبح التسبيح الذي علمه النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة الزهراء عليها السلام. والذي يحدث عادة أن الشيعي يكبر بعد صلاته ولا يرفع يديه جيدا، فيظهر كأنه يضرب على ركبتيه ثلاثا كالمتأسف على شئ..
وهنا تأتي عبقرية خصوم الشيعة (وتقواهم) فيقولون إن الشيعة بعد صلاتهم يتأسفون لأن النبوة لم تعط لعلي ويقولون (خان الأمين) والعياذ بالله! يقولون هذا البهتان ويصرون على إلصاقه بنا وهم يرون أن الشيعة أكثر الفرق الإسلامية تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله وأن من عقائدنا أنه خاتم الأنبياء وأن جبرئيل عليه السلام معصوم، ويرون إنا نروي في مصادرنا أن عليا عليه السلام قال لشخص غلا فيه (ويحك إنما أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله) وقال (كنا إذا حمي الوطيس لذنا برسول الله صلى الله عليه وآله).
وكفانا شيخ الأزهر الرد عليهم (فتوى صدرت بتاريخ 17 ربيع الأول سنة 1378 عن مكتب شيخ الجامع الأزهر: