عائشة، وكل الذين قالوا بنفي الرؤية واستحالتها طرحوا أحاديث الرؤية، وهذا ليس من هدم السنة في شئ، بل هو باب في أصول الفقه يسمى (التعادل والترجيح) ومن أصوله المقررة عند الجميع أنه عندما لا يمكن الجمع بين الأحاديث فلابد من ترجيح المجموعة التي تملك مرجحات على الأخرى.
والترجيح هنا لأحاديث نفي الرؤية كما رأيت، ونضيف إلى مرجحاتها على غيرها:
أن أحاديث نفي الرؤية موافقة لمحكم القرآن مثل قوله تعالى: لا تدركه الأبصار، وقوله تعالى: وليس كمثله شئ.
(أنها موافقة للأصل، فإن الأصل هو عدم الحكم بإمكان رؤية الله تعالى بالعين حتى يتم الدليل القطعي.
(أن أحاديث نفي الرؤية موافقة لمحكم القرآن مثل: لا تدركه الأبصار، وليس كمثله شيء.
(أن أحاديث أهل البيت وعائشة النافية للرؤية ناظرة إلى أحاديث الإثبات ومكذبة لها، بينما أحاديث الرؤية ليست ناظرة لأحاديث نفيها ولا مكذبة لها.
(أن أحاديث نفي الرؤية موافقة لحكم العقل القطعي، بعكس أحاديث إثباتها... إلخ.
وهاجموا أمهم عائشة وأساءوا معها الأدب (قال ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص 225: (قال أبو بكر (ابن خزيمة): هذه لفظة أحسب عائشة تكلمت بها في وقت غضب، ولو كانت لفظة أحسن منها يكون فيها درك لبغيتها كان أجمل بها، ليس يحسن في اللفظ أن