يقال: إن الرؤية لا تتوقف إلا على أمور وجودية، فإن ما لا يتوقف إلا على أمور وجودية يكون الموجود الواجب القديم أحق به من الممكن المحدث). انتهى.
مقومات مذهب ابن تيمية هذه جملة نصوص لابن تيمية من تنظيراته لمذهبه، وسيأتي عدد آخر منها، ويكفي لكشف التجسيم فيها أن نسجل هنا النقاط التالية:
أولا: يرفض ابن تيمية تفويض تفسير الصفات إلى الله تعالى لأنه (من شر أقوال أهل البدع والإلحاد) وكأن الامتناع عن تفسير (وجه الله ويد الله) يعني في ذهنه إنكار وجود الله عز وجل!!
ثانيا: يوجب ابن تيمية حمل صفات الله تعالى الواردة في القرآن والسنة على ظاهرها الحقيقي في اللغة أي المعنى المادي الحسي، ويرفض حملها على المجاز، لأنه لا مجاز في القرآن والحديث!
ثالثا: الله تعالى في مذهبه، موجود فوق العالم ليس فوقه شئ إلا الهواء كما سيأتي منه، ولكن تحته شئ هو هذا العالم (ولم يقل تحتك) وهو موجود على عرشه وربما ينزل إلى العالم، وهو يرى بالعين لأن الرؤية لا تتوقف (إلا على أمور وجودية فيكون الموجود الواجب القديم أحق بها من الممكن المحدث). وقد ذكر دليلا على استغناء الله تعالى عن العالم يضحك حتى عوام الناس، وهو أن وجود كل عال مستغن عن وجود ما هو أسفل منه!!
فأغصان الشجرة عنده مستغنية عن جذعها، والطابق الأعلى مستغن عن الأسفل!!