هدف هذا البحث لم يكن هذا البحث من قصدي، فقد كنت مستغرقا في بحث آخر، ووجدت في أثنائه أن عقيدة الوهابيين في آيات الصفات وأحاديثها تحتاج إلى معرفة جذورها.. ولما راجعت ما تيسر لي من مصادر، هالني الأمر.. وقلت في نفسي: لو عرف إخواننا الوهابيون حقيقة التوحيد الذي يقدمه لهم علماؤهم ويطلبون منهم أن يسوقوا المسلمين بعصاه.. لأعادوا النظر في بناء عقيدتهم بالله تعالى، وخففوا من غلوائهم علينا.
لو عرف المثقف الوهابي أن إمامه المفتي الأكبر عبد العزيز بن باز يقول إن الله تعالى جسم موجود في مكان معين من الكون، وله وجه ويد ورجل وأعضاء وجوارح.. وأنه على صورة إنسان..
وأن الحيوانات تحمل عرشه..!
لو عرف أن علماءه يقولون إن هذا (الإله) يفنى ويهلك كله ما عدا وجهه، بدليل قوله تعالى (كل شئ هالك إلا وجهه)!!
وأنهم يقولون يجب على علماء الوهابية أن يكتموا مادية الله تعالى عن جمهور المسلمين ويستعملوا معهم التقية) لأن عقائد الإسلام منها ما هو خاص برجال الدين من الدرجة الأولى.. فمادية الله تعالى بزعمهم خاصة بهذه الطبقة فقط!!
لو اطلع هذا المثقف على هذا الضعف العلمي والتناقضات في نظريات علمائه عن التوحيد لهاله الأمر! ولأعاد النظر في تصوره الذي علموه إياه عن الله تعالى.. ثم لعذر الجمهور الأعظم من المسلمين في نفرتهم من الوهابية.