تفسير علماء مذهب أهل البيت للآية (قال الشريف المرتضى في أماليه: 3 / 46: (إن سأل سائل عن معنى قوله تعالى: كل شئ هالك إلا وجهه، وقوله تعالى: إنما نطعمكم لوجه الله، وقوله: ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، وما شاكل ذلك من آي القرآن المتضمنة لذكر الوجه، قلنا: الوجه ينقسم في اللغة العربية إلى أقسام:
فالوجه: المعروف المركب فيه العينان من كل حيوان.
والوجه أيضا، أول الشيء وصدره ومن ذلك قوله تعالى: وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره، أي أول النهار. ومنه قول الربيع بن زياد: من كان مسرورا بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار أي غداة كل يوم، وقال قوم وجه نهار اسم موضع. والوجه: القصد بالفعل، من ذلك قوله تعالى: (ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله)، قال الفرزدق:
وأسلمت وجهي حين شدت ركائبي إلى آل مروان بناة المكارم أي جعلت قصدي وإرادتي لهم، وأنشد الفراء:
أستغفر الله ذنبا لست محصيه * رب العباد إليه الوجه والعمل أي القصد، ومنه قولهم في الصلاة: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، أي قصدت قصدي بصلاتي وعملي، وكذلك قوله تعالى: فأقم وجهك للدين القيم.
والوجه: الاحتيال في الأمر، من قولهم: كيف الوجه لهذا الأمر وما الوجه فيه، أي ما الحيلة.