لا ترغبيني في مثل هذا فلست براغب فيه وإنما الرغبة في شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالت: لك ذلك.
ثم قال لها: يا خديجة قومي هذه الساعة وجهزي أمرك وجملي منزلك وأخرجي ذخائرك وعلقي ستورك وأنشري حللك وأكمدي عدوك، فما يدخر المال إلا لمثل هذا اليوم، واصنعي وليمة لا يعوزك فيها شئ فإن العرب في غداة غد يأتون كلهم إلى دارك.
فلما سمعت منه ذلك نادت في عبيدها وجواريها وأخرجوا الستور والمساند والوسائد والبسط المختلفة الألوان والحلل ذات الأثمان والعقود والقلائد ونشرت الرايات وقد روت الرواة الذين شاهدوا تلك الليلة أن تلك العبيد والإماء الذين كانوا برسم الخدمة لحمل الآنية ثمانون عبدا، وذبحت الذبائح وعقرت العقائر وعقدت الحلاوات من كل لون وجمعت الفواكه من كل فاكهة.
وقصد ورقة منزل أبي طالب فوجده وإخوته مجتمعين، فقال لهم:
نعمتم صباحا ومساء ما يحبسكم عن إصلاح أمركم، انهضوا في أمر خديجة فقد صار أمرها بيدي فإذا كان غداة غد إن شاء الله تعالى أزوجها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فعندها قال محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): لا أنسى الله لك ذلك يا ورقة وجزاك فوق صنيعك معنا.
ثم قال أبو طالب: الآن والله طاب قلبي وعلمت أن أخي قد بلغ المنى، وقام لعمل الوليمة وإخوته عنده.