ومن عجب الأيام أنك هاجري * وما زالت الأيام تبدئ العجائبا وما لي ذنب أستحق به الجفا * وإن كان لي ذنب أتيتك تائبا والآن قد رضيت لرضاها ولأجل القرابة والنسب، وقال شعرا:
عودوني الوصال فالوصل عذب * وارحموا فالفراق والهجر صعب زعموا حين عاينوا أن جرمي * فرط حبي لهم وما ذاك ذنب لا وحق الخضوع عند التلاقي * ما جزى من يحب أن لا يحب فقال عند ذلك حمزة: يا خويلد أنت عندنا عزيز كريم ولكن ما كان يجوز منك إذا جئناك أن تبعدنا.
فقال ورقة: إنا لنحب محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) أشد محبة ونحن على ما تقولون ولكني أريد يا بني هاشم أن تكون هذه الخطبة في غداة على رؤوس الأنام حتى يسمع الغائب والحاضر.
فقال حمزة: لا نخالفكم فيما تقولون.
فقال ورقة: أعلمكم أن أخي له لسان لا يخلص به عند العرب وأريد أن يوكلني في أمر ابنته خديجة حتى أصير أنا المجاوب وأنتم تعلمون أني قد قرأت سائر الكتب وعرفت سائر الأديان.
فقال حمزة: وكله يا خويلد على ذلك.