قالت: يا إخوتي قوموا إن كنتم قائمين فوالله إن لها في ابن أخيكم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) رغبة ليس تدرك.
ففرحوا بذلك كلهم غير أبي لهب فإن كلامها زاده غيظا وحسدا لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك بسبب الشقاوة السابقة.
فزعق بهم العباس وقال:
فما قعودكم إذ كان قد حصل الأمر؟
فنهضوا جميعا إلى دار خويلد وقد عمد أبو طالب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وألبسه أحسن الثياب وقلده سيفا وأركبه على جواده ودار حوله عمومته وكلهم محدقون به، فلقاهم أبو بكر بن أبي قحافة.
وقال: إلى أين تريدون يا أولاد عبد المطلب؟ لقد كنت قاصدا إليكم في حاجة خطرت في بالي.
فقال له العباس: وما هي؟ أذكرها.
قال: رأيت في منامي كأن نجما قد ظهر من منزل أبي طالب وارتفع إلى أفق السماء وأنار واستنار إلى أن صار كالقمر الزاهر ثم نزل بين الجدران فتبعته فإذا هو قد دخل في بيت خديجة بنت خويلد ودخل معها تحت الثياب، فما تأويله؟
قال أبو طالب: ها نحن لها قاصدون وعلى خطبتها معولون.
ثم ساروا حتى وصلوا منزل خويلد فسبقتهم الجواري إليه وكان