فقال خويلد: أشهدكم يا أولاد هاشم أني قد وكلت أخي ورقة في أمر ابنتي خديجة.
فقال ورقة: أريد أن يكون هذا الأمر عند الكعبة.
فساروا جميعا إلى الكعبة فوجدوا العرب مجتمعين بين زمزم والمقام وهم جماعات كثيرة منهم الصلت بن أبي يهاب ولئيمة بن الحجاج وهشام بن المغيرة وأبو جهل بن هشام وعثمان بن مبارك العميري وأسد بن غويلب الندبي وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف وأبو سفيان بن حرب، فناداهم ورقة:
نعمتم صباحا يا سكان حرم الله.
فقالوا كلهم: أهلا وسهلا يا أبا البيان.
فقال ورقة: يا معشر قريش يا جميع من حضر إني أسألكم ما تقولون في خديجة بيت خويلد؟
فنطق العرب بأجمعهم فقالوا: بخ بخ لقد ذكرت والله الشرف الأوفى والنسب الأعلى والرأي الأزكى ومن لا يوجد لها نظير في نساء العرب والعجم.
فقال: أتحمدون أن تكون بلا بعل؟
فقالوا: ليس بواجب وقد وجدنا الخطاب لها كثيرا وهي تأبى.
قال ورقة: يا سادات العرب ألا وإن هذا أخي قد وكلني في أمرها وهي قد أمرتني أن أزوجها وأعلمتني أن لها رغبة في سيد من سادات