فقلت: أسماء بنت عميس.
فقال: ألم آمرك أن تخرجي؟
فقلت: بلى يا رسول الله وما قصدت خلافك ولكني أعطيت خديجة رضي الله عنها عهدا وحدثته.
فبكى وقال: فأسأل الله أن يحرسك من فوقك ومن تحتك ومن بني يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ناوليني المركن واملئيه ماء فملائته فملأ فاه ثم مجه فيه ثم قال: اللهم إنهما مني وأنا منهما اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا فأذهب عنهما الرجس وطهرهما تطهيرا.
ثم دعا فاطمة فضرب كفا من بين يديها وأخرى بين عاتقيها وأخرى على هامتها ثم نضج جلدها وجذبه ثم التزمها وقال: اللهم إنهما مني وأنا منهما اللهم فكما أذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا فطهرهما ثم أمرها أن تشرب منه وتتمضمض وتستنشق وتتوضأ ثم دعا بمركن فصنع به كالأول ثم أغلق عليهما الباب وانطلق ولم يزل يدعو لهما حتى توارى في حجرته لم يشرك أحدا معهما في الدعاء (1).
وعن العلامة الحائري المازندراني (قدس سره): ولما مرضت خديجة... ولما اشتد مرضها قالت يا رسول الله أسمع وصاياي... الوصية الثانية أوصيك بهذه وأشارت إلى فاطمة فإنها يتيمة غريبة من بعدي فلا يؤذيها أحد من نساء قريش ولا يلطمن خدها ولا يصيحن في وجهها ولا يرينها مكروها.
أقول: يعز على خديجة لو كانت حاضرة حين لطمها فلان حتى أثر في خدها وتناثر قرطاها... (2)