فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر (1) 13 - الكليني: بإسناده [المتقدم في باب وصاياه] عن محمد بن مسلم قال:
سمعت أبا جعفر... فلما قبض الحسن (عليه السلام) وضع على سريره وانطلقوا به إلى مصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان يصلى فيه على الجنائز، فصلى على الحسن (عليه السلام) فلما أن صلي عليه حمل فأدخل المسجد، فلما أوقف على قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلغ عايشة الخبر وقيل لها: إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي (عليه السلام) ليدفن مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخرجت مبادرة على بغل بسرج، فكانت أول امرأة ركبت في الإسلام سرجا، فوقفت فقالت: نحوا ابنكم عن بيتي، فإنه لا يدفن فيه شئ ولا يهتك على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حجابه.
فقال لها الحسين بن علي صلوات الله عليهما: قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قربه وإن الله سائلك عن ذلك يا عايشة، إن أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليحدث به عهدا.
واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله، واعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ستره لأن الله تبارك وتعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} (2) وقد أدخلت أنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الرجال بغير إذنه وقد قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} (3) ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند إذن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المعاول، وقال الله عز وجل: {إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك