أكرم المناسب، وانتمى إلى أطيب الأعراق، فجده رسول الله سيد البطحاء وهامة بني هاشم وعينهم وبنو هاشم كانوا - كما وصفهم الجاحظ: " ملح الأرض، وزينة الدنيا وحلى العالم، والسنام الأضخم، والكاهل الأعظم، ولباب كل جوهر كريم وسر كل عنصر شريف والطينة البيضاء والمغرس المبارك والنصاب الوثيق، ومعدن الفهم وينبوع العلم... " (1).
ولاختصاص قرابته الشريفة من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان أقربهم إلى تربيته وصنعه بيده، فربي في حجره قبل أن يمس قلبه عقيدة كاسدة أو يخالط عقله شوب من شرك وتخلق بأخلاقه واتسم بفصاحته، وفقهه في الدين وثقف ما نزل به الروح الأمين ولازم بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا يافعا في غدوه ورواحه وسلمه وحربه حتى تخلق بأخلاقه واتسم بصفاته فكان من أفقه أصحابه وأقضاهم وأحفظهم وأوعاءهم وأدقهم في بيان المعارف وأقربهم إلى الصواب حتى أنه كان مرجعا في شرح الأحكام والفرائض والسنن وعلوم التفسير والتأويل والتنزيل والبلايا والمحن.
وكفى في شأنه كلام سيد الكونين وإمام الخافقين ومولى الكونين ولينا وقائدنا الحجة ابن الحسن محيي الشريعة والسنن إمام العصر روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء حيث قال:
كان للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولدا وللقرآن سندا وللأمة عضدا وفي الطاعة مجتهدا، حافظا للعهد والميثاق، ناكبا عن سبل الفساق، باذلا للمجهود طويل الركوع والسجود، زاهدا في الدنيا زهد الراحل عنها، ناظرا إليها بعين المستوحشين عنها... (2)