وقال ابن سعد: «صاحب ابن عيينه، وراويته ثقة، كثير الحديث». (1) افتتح البخاري بروايته التي صيرها كالخطبة لكتابه قائلا: «حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال:
أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب على المنبر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى إمرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه». (2) ولافتتاح البخاري كتابه بهذا الحديث وبروايته عن الحميدي إشارات جديرة بالنظر:
- أراد البخاري بذلك إلى أن كتابه «الصحيح» ينظر إلى آراء أبي حنيفة، بعين الحميدي وهو من المكفرين لأبي حنيفة ولأهل الرأي، وشديد التحامل عليهم، لقوله:
«والله لئن أغز هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحب إلي من أن أغزو عدتهم من الأتراك». (3) فالبخاري ابتدأ كتابه باسمه حتى يظهر مخالفته لأبي حنيفة ولأهل الرأي.
روى الخطيب أنه قال: «قال حنبل بن إسحاق: سمعت الحميدي يقول لأبي