والأنصار وغيرهم فنيطت دونها ملاءة (1)، فجلست، ثم أنت أنه أجهش القوم (2) لها بالبكاء. فارتج المجلس (3) ثم أمهلت هنية (4) حتى إذا سكن نشيج القوم (5)، وهدأت فورتهم (6)، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله، فعاد القوم في بكائهم، فلما أمسكوا عادت في كلامها، فقالت (عليها السلام):
الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدم، من عموم نعم ابتدأها (7)، وسبوغ آلاء أسداها (8)، وتمام منن والاها (9)، جم عن الإحصاء عددها (10)، ونأى عن الجزاء أمدها (11)، وتفاوت عن الإدراك أبدها (12)، وندبهم