دارت القرون الأولى، فإذا كانت النبوة لا تكتمل لنبي من الأنبياء حتى يقر بفضلها ومحبتها، فمن باب الأولوية إن كل مقام من المقامات المعنوية والمادية التي كانت ثابتة للأنبياء كانت ثابته أيضا للصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام إلا ما خرج بالدليل مثل النبوة الخاصة بكل نبي، وأيضا بينا في حديث نحن حجج الله على الخلق وجدتنا فاطمة عليها السلام حجة الله علينا قضية أنها حجة الله الكبرى فما كان ثابت للأئمة من الولاية التكوينية فهو ثابت لها عليها السلام، هذه بعض الأدلة بصورة إجمالية ولو كان لنا تقصي المسألة لاحتجنا إلى كتاب خاص في هذه المسألة، وأعطى لك شاهدين على ثبوت الولاية التكوينية لفاطمة عليها السلام وأترك لك مراجعة المطولات في هذه القضية....
* عن أبي عبد الله عليه السلام عن سلمان الفارسي: أنه استخرج أمير المؤمنين من منزله، خرجت فاطمة حتى انتهت إلى القبر، فقالت: خلوا عن ابن عمي، فوالذي بعث محمدا بالحق لئن تخلوا عنه لا نشرن شعري ولا ضعن قميص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رأسي ولا صرخن إلى الله، فما ناقة صالح بأكرم على الله من والدي.
قال سليمان: فرأيت والله أساس حيطان المسجد تقلعت من أسفلها، حتى لو أراد وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة، فرجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها، فدخلت في خياشيمنا (1).
* وفي مشارق أنوار اليقين ص 86 مثل هذا الحديث ولكن باختلاف وهو: ثم رفعت جنب قناعها إلى السماء، وهمت أن تدعو فارتفعت جدران المسجد عن الأرض وتدل العذاب...
وأخيرا أختم هذا الموضوع بقول الإمام الخميني قدس سره الذي يرى ثبوت الولاية التكوينية للصديقة الطاهرة فاطمة حيث يقول ما نصه:
وثبوت الولاية والحاكمية للإمام عليه السلام لا تعني تجرده عن منزلته التي هي له عند الله، ولا تجعله مثل من عداه من الحاكم فإن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية