أقول: يظهر من هذه الأحاديث المأثورة إن أهل البيت عليهم السلام كانوا يعملون الولاية التكوينية بما أعطاهم من علمه وبإذنه تعالى، وذلك لكونهم ورثوا علوم جميع الأنبياء، بل إن الذي عندهم أفضل وأعلى رتبة ودرجة في العلم الرباني، وعلى هذا الأساس فإن الولاية التكوينية لهم ثابتة ولا ينكرها إلا معاند أوليس له حظ من العلم إلا قليلا، فهم عليهم السلام تارة يستخدمون هذه الولاية عن طريق اسم الله الأعظم فيتصرفون في التكوينات وتارة من خلال ما عندهم من العلوم الربانية التي ورثوها من الأنبياء والأوصياء السابقين بل من الذي ورثوه من جدهم رسول الله عليه السلام لذا نرى في الزيارات الواردة في حقهم هذه العبارات الواضحة البيان بل هي مطلقة في كل شئ يرثونه من الأنبياء حيث تقول هذه الزيارات السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله تعالى، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله... الخ. فدلالة قوله عليه السلام يا وارث أي مطلق الوراثة سواء المادية أو المعنوية، إذن فهم ورثة الأنبياء في كل ما أعطاهم الله تبارك وتعالى.
وأيضا استخدم أهل البيت عليهم السلام الولاية التكوينية من خلال كرامات ومعجزات بل ازدادوا عليهم بأنهم ورثوا كل ما عند نبي عن الآخر زيادة، وهكذا الحال في كل أهل البيت الذي عصمهم وأمنهم الله من الزلل، ومن هنا كانت فاطمة الزهراء عليها السلام عندها الولاية التكوينية حيث ثبتت لها من خلال عدة أمور منها:
* إنها حليلة سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي عليه السلام فهي كفؤ له وهو كفو لها وهذا يقتضي كونها عندها من المقامات ما لأمير المؤمنين علي عليه السلام إلا ما خصه الله تعالى من الولاية التي يتصدى بها لخلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن المعلوم أن أمير المؤمنين عنده هذه الولاية أعني الولاية التكوينية وقد أعطت الكثير من الكتب الشواهد العديدة على هذه القضية ويكفي شاهد على ذلك في قضية رده الشمس، وهل هذا إلا تصرف تكويني من خلال اسم الله الأعظم، وعليه المقام ثابت للصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام.
* إنها حجة الله الكبرى على الخلق بما فيهم الأنبياء والأوصياء ويدل على ذلك الحديث المروي نصه: ما تكاملت نبوة نبي حتى أقر بفضلها ومحبتها وعلى معرفتها