كهيئتها حين انتزعت من شجرتها، وأنها لتنطق إذا استنطقت، أعدت لقائمنا يصنع بها ما كان يصنع موسى، وأنها لتروع ولتلقف ما يأفكون وتصنع ما تؤمر به، أنها حيث أقبلت، تلقف ما يأفكون تفتح لها، شفتان أحدهما في الأرض والأخرى في السقف وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها، وفي تفسير البرهان عند قوله تعالى: ( وقطعناهم اثنتي عشرة أسباط) أي وأوحينا إلى موسى إذا استسقاه أن اضرب بعصاك الحجر ، حيث جاء محمد بن يعقوب بإسناده إلى أبي سعد الخراساني، قال: أبو جعفر عليه السلام: أن القائم إذا قام بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا، ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلا إلا انبعثت عين منه، فمن كان جائعا شبع، ومن كان ظامئا روي، فهو زادهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة. وفيه وعنه بإسناده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ألواح موسى عندنا وعصا موسى عندنا ونحن ورثة النبيين. فهذه الآيات تثبت هذا النحو من التصرف للأنبياء وهذه الأحاديث دلت على أنها للأئمة أيضا.
إذن هذه الأدلة القرآنية يظهر منها أن الله تعالى قد أعطى الولاية التكوينية لكثير من الأنبياء وبإذنه يستعملونها وبأمره يعملون (وعباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) وعليه لا مانع من أن يتصرفوا في الكون بالقدرة التي أودعها الله تعالى فيهم لكن، لا على نحو الاستقلال بل بإرادة الله تعالى فالله تعالى منحهم هذه القدرة فيقولون للشئ كن فيكون لكن بإرادة الله ومع وجود هذه القدرة فيهم فهم لا يتمكنون من أعمالها إلا بأمر من الله تعالى وإرادته، أما الذي يقول إن الله تعالى لا بد أن يباشر نفسه إدارة نظام الكون فإن قوله هذا مخالف لصريح القرآن الكريم الذي يقول (والمدبرات أمرا) حيث جعل الله تعالى نظام العلية والمعلولية وسيلة لصدور كثير من الأشياء في الكون وكما بينا من خلال توضيح الآيات المباركة المتقدمة وعلى هذا الأساس فإن الولاية التكوينية ثابتة للأنبياء ولأوصيائهم وإمكانها متحقق في القرآن الكريم.