الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نجد عدة معاني وتفاسير تجعل هذا الحديث وهذه الكلمة أم أبيها كنظرية ولها تطبيقات عديدة في حياة الصديقة الطاهرة (عليها السلام) وعلى هذا الأساس نرى الوقوف مع هذا الحديث مما يزيدنا معرفة في فاطمة (عليها السلام) ويجعلنا نتقرب من الأسرار التي كانت تحيط بحياتها الشخصية وإليك بعض التفاسير والمعاني الرائعة لهذه الكلمة:
* إن التدقيق في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع ابنته فاطمة (عليها السلام) يجعلنا نفهم معنى أم أبيها حيث أن الزهراء (عليها السلام) كانت تقوم بمداراة أبيها رسول الله ورعايته أفضل ما تكون المراعاة بالنسبة لأم لولدها وفي قبال ذلك كان الرسول يحترمها كما يحترم الولد أمه، وهذا نجده جليا وواضحا في سيرته الشريفة وعلاقته بالبضعة الطاهرة (عليها السلام) حيث كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ينادي بالزهراء عندما تقبل عليه: مرحبا بأم أبيها، ويقدم لها ضروب الاحترام وألوان التعظيم، حتى وصل الأمر إلى أن يقوم لها إجلالا وتعظيما ويأخذ يدها ويقبلها ثم يجلسها إلى جانبه ويقبل عليها بكليته، وكان إذا يقبلها يقول:
أشم منها رائحة الجنة.
* إن رسالة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لا بد لها من امتداد يمثلها في كافة جوانبها ويعطيها التفسير الصحيح، وهذا لم نجده إلا من خلال الامتداد الطبيعي للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) المتمثل في ذريته من فاطمة (عليها السلام)، لذا كان الرسول يقول: " حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا " أي إن الحسين ابني وامتدادي الطبيعي فهو قرة عيني وثمرة فؤادي وفي نفس الوقت أنا من حسين، وعليه فإن هذا الحديث يحدد المفهوم الذي أراده من هذا الحديث أي بدقة متكاملة وبتمعن نرى أن هذا الأمر يعني استمرار الرسالة السماوية وإحياء معالم الدين والعقيدة إنما هو بوجود الحسين وذرية فاطمة من الأئمة المعصومين، لذلك قيل إن الدين الإسلامي محمدي الوجود حسيني البقاء وهذا ما نراه في التضحية التي قدمها الحسين يوم عاشوراء حيث أرخص الغالي والنفيس لإحياء شجرة الرسالة المحمدية في كل جوانبها فغذاها بدمه ودم عيالاته من الأطفال والشباب والشيوخ والنساء حتى الطفل الرضيع. وعلى هذا الأساس يكون معنى أم أبيها إن استمرار الإسلام وبقاء رسالة السماء وحفظ القرآن الكريم وعقائده مناهجه إنما يكون بواسطة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومن خلال ذريتها، وهذا ما كان يراه الرسول