شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٣٠ - الصفحة ٣٧٠
ابن الجوزي إيراده الحديث في كتاب الموضوعات - كذا في الأمم لإيقاظ الهمم عن تلميذ السيوطي أبي عبد الله الدمشقي.
وقال الحافظ أبو الفضل ابن حجر بعد أن أورد الحديث: أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في الموضوعات وكذا ابن تيمية في كتاب الرد على الروافض في زعم وضعه وقد ذكر الهيثمي في المجمع حديث أسماء. ثم قال: رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح عن إبراهيم بن حسن وهو ثقة وثقه ابن حبان وفاطمة بنت علي بن أبي طالب لم أعرفها. إنتهى.
وأما رجال الطريقين عند المصنف ففي الطريق الأول شيخه أبو أمية وهو محمد ابن إبراهيم بن مسلم الخزاعي الطرسوسي الحافظ بغدادي الأصل شيخ أبي حاتم الرازي وأبو عوانة الإسفرائني قال أبو داود ثقة، وقال مسلمة بن قاسم: روى عنه غير واحد وهو ثقة، وقال في موضع آخر: أنكرت عليه أحاديث ولج فيها وحدث فتكلم الناس فيه. وقال الحاكم صدوق كثير الوهم وقال ابن يونس: كان من أهل الرحلة فهما بالحديث وكان حسن الحديث، وقال أبو بكر الخلال: أبو أمية رفيع القدر جدا كان إماما في الحديث مقدما في زمانه كذا في تهذيب التهذيب. وقال في التقريب:
صدوق صاحب حديث يهم ا ه.
وشيخ أبي أمية عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي أبو محمد الحافظ من رواة الستة ثقة كان يتشيع من التاسعة، قال أبو حاتم: كان أثبت في إسرائيل من أبي نعيم كذا في التقريب، وقال في الميزان: شيخ البخاري ثقة في نفسه لكنه شيعي منحرف وثقه أبو حاتم وابن معين انتهى.
وشيخ عبيد الله الفضيل بن مرزوق الأغر الرقاشي الكوفي أبو عبد الرحمن مولى بني عنزة من رواة مسلم والأربعة صدوق يتهم ورمي بالتشيع من السابعة. كذا في التقريب.
وقال في الميزان: وثقه سفيان بن عيينة وابن معين وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال النسائي: ضعيف، وكذا ضعفه عثمان بن سعيد.
قلت: وكان معروفا بالتشيع من غير سب. إنتهى.
وشيخ فضيل إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، قال ابن أبي حاتم روى عن أبيه ولم يذكر فيه جرحا، وذكره ابن حبان في الثقات فقال: روى عن أبيه وفاطمة بنت الحسن قلت: هي أمه كذا في اللسان - ويروي إبراهيم عن أمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمية المدنية من رواة أبي داود والترمذي وابن ماجة قال ابن سعد: أمها أم إسحق بنت طلحة تزوجها ابن عمها الحسن بن الحسن بن علي ثم تزوجها بعده عبد الله بن عمرو بن عثمان. ذكرها ابن حبان في الثقات كما في تهذيب التهذيب.
وقال الحافظ محب الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل محمود بن أبي محمد الحسن بن هبة الله البغدادي المشتهر بابن النجار المتوفى سنة 643 في " ذيل تاريخ بغداد " ج 2 ص 154 ط دار الكتب العلمية - بغداد، قال:
عبيد الله بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن حمزة القزويني، أبو الوفاء الحنفي الواعظ، من أهل أصبهان، كان يعرف شفرود، وهو أخو شيخنا رزق الله الذي يقدم ذكره، كان من أعيان أهل بلده فضلا وعلما وأدبا، وكان يعظ على الكرسي بكلام مليح، وله النظم والنثر الحسن، وكان فصيحا بليغا ظريفا لطيفا، وذكر لي ولده أبو عبد الله الحسين أنه دخل بغداد حاجا عدة مرار، وأنه أقام ببغداد سنة وعقد بها مجلس الوعظ بالمدرسة التاجية، أنشدني أبو عبد اللهالحسين بن عبيد الله بن هبة الله القزويني بإصبهان أنشد والدي ببغداد على المنبر في المدرسة التاجية مرتجلا لنفسه وقد دنت الشمس للغروب، وكان ساعته قد شرع في ذكر مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
لا تعجلي يا شمس حتى ننتهي * فضلا لمدح المرتضى ولنجله يثني عنانك إن غربت ثناؤه * أنسيت يومك إذ رددت لأجله إن كان للمولى وقوفك فليكن * هذا الوقوف لخيله ولرجله ذكر لي أبو عبد اللهالحسين بن عبيد الله أن والده توفي بشيراز في النصف من شعبان سنة خمس وثمانين وخمسمائة، وأن مولده كان تقديرا سنة أربعين ثلاثين وخمسمائة.
وقال العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في " نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض " ج 3 ص 14 ط دار الفكر - بيروت، قال:
لطيفة: من الاتفاقات الحسنة أن المظفر الواعظ ذكر يوما قريب الغروب فضائل علي كرم الله وجهه ورد الشمس له والسماء مغيمة غيما مطبقا، فظنوا أن الشمس غربت وهموا بالانصراف فأصحت السماء ولاحت الشمس صافية الاشراق فأشار إليهم بالجلوس وأنشد ارتجالا:
لا تغربي يا شمس حتى ينتهي * مدحي لآل المصطفى ولنجله واثني عنانك إذ أردت ثناهم * أنسيت إذ كان الوقوف لأجله إن كان للمولى وقوفك فليكن * هذا الوقوف لخيله ولرجله وقال العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية سابقا في " جواب عن وقف الشمس لبعض الأنبياء عليهم السلام " ص 81 ط مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت:
سئل الأستاذ الإمام المغفور له مؤلف هذا الكتاب عن وقف الشمس لبعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وحبسها لآخرين، فأجاب رحمة الله عليه جوابا مسددا بالأدلة والبراهين العقلية والنقلية.
قال السائل بعد الديباجة المعروفة: فسروا لنا قوله تعالى: (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب * إذا عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد * فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب * ردوها على فطفق مسحا بالسوق والأعناق) وبينوا لنا ما جاء في ذلك من رد الشمس لسليمان على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، وما ورد من أنها ردت لنبينا صلى الله عليه وسلم وحبست لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه، وليوشع عليه الصلاة والسلام.
وقال العلامة الشيخ محمد بن عمر النووي في " قامع الطغيان على منظومة شعب الإيمان " للشيخ زين الدين الكوشني ص 26 ط دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي وشركاؤه في القاهرة:
وحكي أن عليا كان يذهب إلى الجماعات لصلاة الفجر مسرعا، فلقي شيخا في الطريق يمشي قدامه على السكينة والوقار في سكك الطريق، فما مر علي تكريما له وتعظيما لشيبته حتى حان وقت طلوع الشمس فلما دنا الشيخ من باب المسجد لم يدخل فيه فعلم علي أنه من النصارى فدخل المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركوع فلما فرغ من صلاته قالوا: يا رسول الله لم طولت الركوع في هذه الصلاة ما كنت تفعل مثل هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما ركعت وقلت: سبحان ربي العظيم، كما كان وردي وأردت أن أرفع رأسي جاء جبريل ووضع جناحه على ظهري وأخذني طويلا فلما رفع جناحه رفعت رأسي، فقالوا: لم فعل هذا؟ فقال: ما سألته عن ذلك. فحضر جبريل وقال: يا محمد إن عليا كان يستعجل للجماعة فلقي شيخا نصرانيا في الطريق ولم يعلم أنه نصراني فأكرمه لأجل شيبته وما مر عليه فأمرني الله تعالى أن آخذك في الركوع حتى يدرك معك علي صلاة الفجر وأمر الله تعالى ميكائيل أن يأخذ الشمس بجناحه حتى لا تطلع بحرمة علي رضي الله عنه.