في الموضوع اشتراكا كبيرا.
ومن المؤسف أن أخبار هذه المجادلات في المصادر الشيعية لم تكتب إلا بعد مأتي سنة من الحادث، فكان من السهل طبعا على الكاتب وهو ابن بابويه (المتوفى سنة 431 ه) أن ينسب أقوالا مناسبة للإمام عن أن يخترع أجوبة وافية لخصومه، اليهودي منهم أو النصراني أو المجوسي على السواء.
ويجوز أن يكون ثيودور أبو قرة أسقف حران هو الجاثليق المجهول الوارد ذكره في عدة مجالس، وإن ذكره لمجادلة أمام المأمون صحيح، غير أن أخباره مثل أخبار ابن بابويه ضعيفة جدا فيما يختص بالجانب الآخر، إذ بينما يذكر أحدهما بعض المعلومات غير الصحيحة عن التوراة والإنجيل يذكر الآخر معلومات مثلها عن القرآن.
وبقي الإمام الرضا في مرو مدة لا تزيد على السنة، إذ أن المأمون عندما سمع بمبايعة عمه إبراهيم بالخلافة في بغداد قرر مغادرة خراسان وإثبات حقه بنفسه. فخرج في السنة نفسها (سنة 202 ه) إلى العراق ومعه، كما قال اليعقوبي. الرضا عليه السلام وهو ولي عهده وذو الرياستين الفضل بن سهل وزيره. فلما صار في سرخس (قومس) نزل الوزير مع المأمون فقتل وهو في الحمام، قتله غالب الرومي وسراج الخادم، فقتلهما المأمون جميعا وقتل قوما معهما. يرجح الرأي القائل بأن القتل كان بسبب حقد أعضاء الحزب العربي، على رأي أن المأمون هو الذي دبر قتله لشكه في أن الفضل كان يخفى عليه معلوماته عن سوء الوضع العسكري في العراق ولما صار الجيش بعد يوم أو يومين إلى طوس توفي الرضا بقرية يقال لها النوقان أول سنة 203.
ويقول اليعقوبي الذي يمثل الرأي الشيعي: إن علته لم تكن غير ثلاثة أيام. فقيل إن علي بن هشام أطعمه رمانا فيه سم، وأظهر المأمون عليه جزعا شديدا.
إلى أن قال: