مسألة وأجوبتها لكن هذا الكتاب قد فقد مع ألوف الكتب التي خسرتها المكتبة العربية الاسلامية.
ويقولون: إن المأمون طلب إلى الرضا أن يؤلف له كتابا يجمع الأصول وعلم الحلال والحرام وفرائض الدين والسنة فاستجاب له الرضا. ومما قاله فيه عن الإمامة:
إن الدليل من بعده - النبي - والحجة على المؤمنين والقائم بأمور المسلمين والناطق على القرآن والعالم بأحكامه أخوه وخليفته ووصيه ووليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، علي بن أبي طالب ثم بعده الحسن والحسين، ثم ذكر الأئمة واحدا بعد واحد ووصفهم بأنهم عترة الرسول وأعلمهم بالكتاب والسنة وأعدلهم في القضية وأولاهم بالإمامة، وهم العروة الوثقى وأئمة الهدى، والحجة على أهل الدنيا، وكل من خالفهم ضال مضل تارك للهدى والحق. ثم يذكر عقائد الشيعة كالتقية فيقول: لا حنث على من حلف تقية يدفع به ظلما عن نفسه.
ويرى أحمد محمود صبحي أن الرضا هدف بكتابه هذا إلى إبعاد كل صفة روحية للخلفاء ونفي كل سلطة دينية عنهم ولا يجعلهم إلا حكاما زمنيين شأن اتجاه الأمم في العصور الحديثة من الفصل بين السلطة الدينية والسلطة الزمانية أو شأن بني إسرائيل بعد موسى إذا كان لهم أنبياؤهم وقضاتهم الذين لا تخضع الملوك لتوجيهاتهم وتعليماتهم القدسية.
ولدى الشيعة الآن أثر أنيق التعبير شيق الأسلوب يدعونه صحيفة الرضا. وهي تتضمن عقائد الاثني عشرية في وجوب الإمامة على الله لطفا منه ورحمة بعباده وفي منزلة الأئمة وعلمهم الموروث ونقد نظام الحكم بالبيعة والاختيار، وهذه فقرة منها:
الإمامة منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء، والإمامة زمام الدين ونظام المسلمين...
والإمام: الماء العذب على الظمأ، والدليل على الهدى، والمنجي من الردى، والإمام: مطهر من الذنوب مبرء من العيوب مخصوص بالفضل كله، من غير طلب منه ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهاب، فمن ذا الذي يمكنه اختياره؟