زهده وورعه: كان زاهدا ورعا وكان جلوسه في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح.
ومنهم الفاضل المعاصر الهادي حموفي " أضواء على الشيعة " (ص 134 ط دار التركي) قال:
هو أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم، كان في عهد المأمون، وقد تغير الوضع السياسي بانتصاره على أخيه الأمين وذلك بفضل تدبير الوزير الفضل بن سهل، فكأن الأيام كفرت لعلي الرضا عما ناله أبوه من الاعتساف فارتأى المأمون أن يقربه ويزوجه أخته أم حبيب وتم ذلك في حفل مشهود استحضر له المأمون أولاد العباس رجالا ونساء وهو بمدينة مرو بخراسان، وأعلن على الأشهاد أنه لم يجد أفضل ولا أحق بالأمر من علي الرضا، فبايع له بولاية العهد، وأمر بإزالة السواد والأعلام، وضرب اسمه على الدينار والدرهم، وكان أثناء ذلك يتودد للرضا ويعتذر قائلا: هذه أرحام قطعت منذ مائتي عام.
وأغضب عمل المأمون هذا الشق العباسي المستقر في العراق إذ رأى فيه تحولا سياسيا خطيرا على مستقبل العباسيين، فأعلن الثورة على المأمون وخلعه وبايع عمه إبراهيم بن المهدي، وكان من اضطراب الأحوال السياسية ما كان حتى توفي الرضا أو دس له (حسب رواية الشيعة) سما في العنب فمات، تخلصا من مشاكل الوضع الذي أوجده ودفن بطوس.
وعلى كل فالإمام الرضا كان في أزهى عصور الحضارة الاسلامية فقد عاصر المأمون حقبة، وكان له في مجالسه العلمية ونشاطه الفكري نصيب عظيم، وكان المأمون يخصه بعقد المناظرات ويجمع له العلماء والفقهاء والمتكلمين من جميع الأديان فيسألونه ويجيب الواحد تلو الآخر حتى لا يبدي أحد منهم إلا الاعتراف له بالفضل ويقر على نفسه بالقصور أمامه. وقد جمع له عيسى اليقطيني كتابا فيه 18