غضبه وسكن.
ومن كلام له عليه السلام قاله للمنصور أيضا رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ عبد العزيز البدري البغدادي في كتابه " الاسلام بين العلماء والحكام " (ص 108 ط المكتبة العلمية في المدينة المنورة) قال:
وهذا الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه يقول لأبي جعفر المنصور حين استدعاه في إحدى المرات، ناصحا له: لا تقبل في ذي رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرم الله عليه الجنة، وجعل مأواه النار، فإن النمام شاهد زور، وشريك إبليس في الاغراء بين الناس، فقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، ونحن لك أنصار وأعوان، لملكك دعائم وأركان، ما أمرت بالمعروف والاحسان وأمضيت في الرعية أحكام القرآن، وأرغمت بطاعتك الله أنف الشيطان، وإن كان يجب عليك في سعة وكثرة علمك ومعرفتك بآداب الله أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك، فإن المكافي ليس بالواصل وإنما الواصل من إذا قطعته رحمة وصلها، فصل رحمك يزد الله في عمرك، ويخفف عنك الحساب يوم حشرك (لقد صدق الصادق رحمه الله تعالى فإن العلماء مع الحكام ما أمر الحكام بالمعروف والاحسان وأمضوا في الرعية أحكام القرآن وأرغموا لطاعتهم لله أنف الشيطان ومن هذه المعصية مشاركة العلماء للحكام في تولي المسؤولية).
قال المنصور: قد صفحت عنك لقدرك، وتجاوزت عنك لصدقك، فحدثني عن نفسك بحديث أتعظ به ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات.