فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالمعرج (ثوب) بالصبح، ثم استوى ليكبر سمع الرغوة خلف ظهره، فوقف عن التكبير فقال هذا رغوة ناقة رسول الله لقد بد الرسول في الحج فلعله أن يكون رسول الله فيصلي وقد كان علي عليه السلام عليها فلما رآه قال أبو بكر أمير أم رسول قال بل رسول أرسلني رسول الله ببراءة أقرها على الناس في موسم الحج.
فقدمنا مكة فلما كان قبل التروية بيوم فقام أبو بكر فخطب في الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ثم كان يوم النحر، فلما رجع أبو بكر خطب الباس فحدثهم عن (...) وعن نحرهم وعن مناسكهم، فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها فلما كان يوم النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف يقرؤون وكيف يرمون فعلمهم مناسكهم فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها.
ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن حسن الشهير بابن عساكر الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 571 في (تاريخ مدينة دمشق) (ج 6 ص 64 والنسخة مصورة من مخطوطة جامع السلطان أحمد الثالث في اسلامبول) قال:
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن وأحمد بن محمد بن إبراهيم وأخبرنا عبد الله بن القصاري أنا أبي أبو طاهر، قالا أنا إسماعيل بن عبد الله الصرصري أنا أبو العباس بن عقدة نا أحمد بن يحيى الصوفي نا عبد الرحمان بن شريك حدثني أبي عن عروة يعني ابن عبد الله بن بشير عن أبي جعفر قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ببراءة لما نزلت فقرأها على أهل مكة وبعث أبا بكر على الموسم.