قال الزهري إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا أن يقرأ براءة دون غيره لأن عادة العرب أن لا يتولى العهود إلا سيد القبيلة وزعيمها أو رجل من أهل بيته يقوم مقامة كأخ أو عم أو ابن أخ فأجري على عادتهم.
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف كمال يوسف الحوت في (تهذيب خصائص النسائي) (ص 48 ط بيروت) قال:
(أخبرنا) محمد بن بشار، قال: حدثنا عفان وعبد الصمد قالا حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن أنس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم براءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال: لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا عليا فأعطاه إياها.
(أخبرنا) العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا أبو نوح قداد عن يونس بن أبي إسحق عن زيد بن يثيغ عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم أتبعه بعلي فقال له: خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة، قال: فلحقه فأخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال: لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل في شئ؟ قال لا إلا أني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي.
وقال أيضا في ص 49:
(أخبرنا) زكريا بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا أسباط عن قطر عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن رقيم عن سعد قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا رضي الله عنه فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم