وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض، فقالوا كلهم:
اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظ كله، وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا، فقال علي عليه السلام ليس كل الناس يستوون في الحفظ أنشد الله من حفظ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله لما قام وأخبر به، فقام زيد بن أرقم والبراء بن عازب وسلمان وأبو ذر والمقداد بن عمار فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول: أيها الناس إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي أمركم بولايته وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لتبلغنها أو ليعذبني، أيها الناس إن الله أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم، والزكاة والصوم والحج فبينتها لكم وفسرتها، وأمركم بالولاية وإني أشهدكم إنها لهذا خاصة ووضع يده على علي بن أبي طالب عليه السلام ثم قال لابنيه بعده ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا على حوضي، أيها الناس: قد بينت لكم مقرعكم بعدي وإمامكم ودليلكم وهاديكم وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم، فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحكمته فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ولا تعلموهم، ولا تتقدموهم ولا تتخلفوا عليهم فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلوه ولا يزايلهم، ثم جلسوا، قال سليم: ثم قال علي عليه السلام: أيها الناس أتعلمون أن الله أنزل في كتابه: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، فجمعني وفاطمة وابني حسنا والحسين، ثم ألقى علينا كساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي ولحمي يؤلمني ما يؤلمهم، ويجرحني ما يجرحهم، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا يا رسول